الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

غياب الرؤية
لأن الغرفة مظلمة يغشاك الخوف ، مع علمك المسبق بخلوها من المفاجآت ،
فلا لص قد يظهر لك أو قط أسود قابع تحت سرير النوم( ينفج عليك
فإن سمعت صوت خرفشة لاتجرأ على دخول الغرفة قبل تلاوة البسملة وثلاثة أجزاء من القرآن ،
بصوت متحشرج متبوعة بنحنحة ثم (تت تت ..) غير مفهومة البتة ،
وقد يكون الصوت صادر من قرطاسه وطأتها بحذر القدم ، فالظلمة (تخرع و ثقيلة دم ) ،
فما أفضل من النور إلا الوضوح.

وينطلي مفهوم النور على مفاهيم الوضوح والشفافية ،
فالدستور الكويتي وضَح وأضاء شارع الحياة الكويتية بمنارة الحرية وكشَاف العدل والمساواة ،
مع انقطاع للتيار الكهربائي بسبب ضغط الاستهلاك على محولات طوارئ 2007 ،
خصوصا في الصيف فلا ترشيد نافعة إلا للذي اخترعها ،
ولا محولات طوارئ 2007 تعمل جيداً إلا للذي لبَس الشعب الكويتي الطاقية .

عموماً فقد أعطى الدستور الحق للمواطن الكويتي بحرية اختيار عمله،
كمالا يجوز إجباره على وظيفةٍ ما إلا لحاجة قومية،
وهي ما نطقت به المادتين (41 و 42 ) من الدستور بالفم المليان.

فعند التقدم لبعض الوظائف المهمة في بعض القطاعات والهيئات الحكومية ،
ستجد لجنة المقابلة الشخصية اتخذت قرارها مسبقا ،
لتخرج لك الكرت الأحمر مطلقة صافرة لايصلح لهذه الوظيفة (حاجة قومية) ،
فترجع لبيتك ناسياً خُفي حنين لأنك ضربتها أرضا حنقاً وغضبا.

المصيبة إن هذه اللجان أغلبها لاتعمل وفق معايير قانونية واضحة ،
بل وفق معيار المحسوبية ومعيار( حاجة قومية) ، فقد ساد العرف على الدستور والقانون،
وهنا المصيبة الكبرى.

وأريد أن أعرف كيف يمكننا أن نطالب الموظف الكويتي بالإخلاص والإبداع في العمل،
في جوٍ يحجب الصدور عن تنفس العدالة والمساواة غبار الظلم.

وإن قيل يدفع له الراتب نهاية كل شهر ، قلنا وجب عملة دونما إخلاصه وإبداعه ،
لأن الراتب مقابل العمل وليس مقابل الإخلاص والإبداع ،
وهن مراحل متقدمة (الإخلاص والإبداع) في الاحتراق من أجل الوطن .

فمن الممكن أن نبتلع جمع الإخلاص و العمل معاً ، قياساً على جمع الصلاتين للمسافر،
إلا الإبداع وهكذا مسئولون يرأسون الموظف المبدع ،
وهم من ثقلت أوزانهم وخفت عقولهم فويل يومئذ للمبدعين ،
الذين يكشفون ضعف المسئولين أمام أنفسهم والبشرية جمعاء ،
والذين يعملون فيُرى نفعهم بالأعين الرمداء ، فويل يومئذ للمبدعين ،
فلا حل لديهم في التعامل مع المبدعين إلا الإقصاء ، ثم يصبح البلد فوضى ولا عزاء .

وأحلى سلام مربع للمعلم (بتشديد اللام والبكاء تحت ظلها ) واصحابه.

ليست هناك تعليقات: