المستبرالي وحرية الرأي....

السوالف تجر بعضها ، كما يقولها أحد الأصدقاء.... ذات عصرية ، وبعد انكسارأشعة الشمس على جدار بيتنا.... وضعت السجاد السوري على (الدكة)حيث المكان الظليل...وثبتّها بأربعة مساند ومتكى ، وذهبت مستنجداً والدتي لإسعافي بدلة قهوة جنوبية عويدية نسبة للعود عويدي-مسمار- ، وغوري شاي الوزة ، ومقدع – مايوضع به التمر- امتلئ بتمر الحسا اللامع .... وصحن به الفناجين والبيالات صنع (البادريق) ، ووضعتها في الدكة بإنتظار الحاكم المستبرالي (من الاستبداد والليبرالية معاً) يأتي من المسجد بعد صلاة العصر، وإذا به يطل صاحب الظل الطويل من جانب البيت بإتجاه بلاط مملكته (الدكة) ، حيث أقف مستعد متسمّر حتى يجلس ويأذن لي بالجلوس أمامه وأشوف شغلي في صب القهوة الشقراء له ، وقبل ذا أقدم له تمر الحسا حتى اذا غسل يده ، بدأت مشوار المعاناة.... خذ وهات وهات ولا تأخذ... كان الحاكم - أبي - غفر الله له رجل يعشق الصمت عشق قيس للعامرية .. واذا تحدث أوجز..واذا أسهب خرّب ملامح وجه المتحدّث معه .. فلا يخلوا اسهابه في الحديث من فنجان طائر يستقر في الجبين العريض ، لذلك هو مستبرالي.. يعجبك فيه عشقه لفعل الخير وعدم إيذاء للآخرين سوى من أسهب معه في الحديث ...


وفي غفلة من الزمن السحيق.. نطقت بالكفر وما أنا بكافر، حيث طلبت من أبي توفير جزء من راتبه الذي يصرفه على أجود أنواع القهوة والهيل والتمر والخراف المسكينة التي بح صوتها تستنجد الرأفة في قلبه ليتركها.. ولكنه يجاوبها بأن ضيفه هو فلان الفلان ..فليس بالرديء ولا بالبخيل حتى ألبي نجدتك..فموتي شريفة وإكراماً للرجال الكرام...
حيث نظر لي بعد كفري...مستفسراً...فاستدركت قائلاً لوكان هذا الجزء يصرف على أحد أبنائك في دراسته واستثمارك فيه أليس أفضل...فارتد بصره على الفنجان فبصره اليوم حديد...فأمسك به وأمره بالطيران والإستقرار على جبيني المهشم من اخوته السابقين...مااصطدم الفنجان على جبيني ..حتى أيقنت إن نظرية الإنفجار العظيم ماهي إلا إنفجار حقير أمام الإنفجار الذي أتعرض له الآن...طرررررباااااااخ... السماء سوداء والبيت أصبح بيت شعر صغير ...وصورة أبي كبيرة لدرجة إني لاأرى سوى إصبع قدمه الكريمة تسد الأفق أمام عيني...تعوذ من الشيطان يايبا ..طال عمرك زلة لسان لايغفرها إلا الأكرمين مثلك...فقال أبي غاضباً:ماتستحي على وجهك... تريد أن تجلب العار بعد هذا البذل والعطاء للمرجلة...عنكم مادرستوا ولا نجحتوا ... أهم شيء تكونوا رجال ملئ ثيابكم.. فقمت فزعاً أسابق الريح لمستقرها...تاركاً المعركة في موقعة ذات الفناجين..منهزماً وفرحا إني مازلت أتنفس الصعداء.



إشرب شاي وروح:


ألا يكفي قانون المرئي والمسموع للحد من سخافات الإعلام المدفوع من الخلف بعد وجبة غداء أو عشاء !!، لماذا المزيد من القوانين التي تحد من الحريات؟؟ خذوا ما أردتم ولكن إتركوا لنا الحرية نتنفسها ، فإن أدركنا أننا سنصبح عبيد ، تذكرنا أن أمهاتنا أنجبنا أحرار.