الأحد، 20 فبراير 2011

بدون ... إنسانية

من قال أن كل البدون ليسوا كويتيين فقد أخطأ ، حيث أن ربط المواطنة بورقة إعتراف حكومية ربط ظالم ، وماكنا نحتاج إلى هذه الورقة إلاّ تعريفا بنا أمام العالم وفقط وليس تعريفا بين مكونات النسيج الكويتي ، بل إن أغلب البدون مكون من مكونات النسيج الإجتماعي الكويتي ، من ولد في هذه الأرض وخدمها قرابة خمسون عاماً لايحتاج ورقة للإعتراف به كمكون من مكونات المجتمع الكويتي .

البدون ظلموا وأيما ظلم ؟؟، فلانكابر ونقول إن بعضهم يمتلك إثباتات لدولة أخرى ، وحتى وإن كانوا يملكون جنسيات أخرى أوليس لهم حقوق إنسانية !! ، ألا تستطيع الحكومة أن تثبت أن لهم جنسيات أخرى كما فعلت مع المزدوجين حيث أثبتت على الكثير منهم وسحبت منهم الجنسية الكويتية ، بل ماتفعله الحكومة هراء عجوز خرف ، تترك كرة الثلج تكبر ثم تتورط في التعامل معها وتورط الشعب الذي يفترض أن يرى من حكومته وقفة لحل المشاكل ولكنها حكومة هلامية بكل المقاييس ، ماأن تصطدم بها مشكلة حتى يخرُّ أجزاء من جسدها تحت أقدام الشعب .

إن من حق البدون التعبير عن غضبهم وإستيائهم لما هم عليه من هوان وحطّ للكرامة الإنسانية ، وإن إختيار الوقت لهذا التعبير لا ينازعهم عليه سوى عقلهم وتقديراتهم ، فلا يحق لنا نحن الظالمين أن نتحكم بإختيار وقت تعبير المظلوم عن إستيائه والمطالبة بحقوقه الإنسانية أي ظلم واضطهاد بعدذا ، والتعليل بأن شهر فبراير شهر الأعياد الوطنية لايناسب خروجهم للتعبير عن رأيهم والمطالبة بحقوقهم هو تعليل سياسي فقير لايناسب قضية إنسانية بحته .


إشرب شاي وروح:

إلى إخوتنا البدون نأسف ونعتذر عن مافعله رجال الأمن فيكم ، وصلت في بعضهم الدناءة أن يسقط القنابل الصوتية والدخانية على أطفالكم في البيوت ، لانرضاها على أنفسنا حتى نرضاها عليكم ولكننا أكثر شعب يبرر الأخطاء.

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

إغضبوا أيها الشعب العظيم....

أصابع من البنيان القديم ، بقية حضارة ضخمةٌ أطلالُها ، رأس فرعون على جسد حيوان وعلى قالب حجري مُتّكئ، أشكال هندسية تركها بانوها بفن وذوق تحكي للمارة ولقاطنوا تلك البلاد عن حضارة كانت عظيمة ، حضارة الفراعنة .

قد أوقعوا الفراعنة ، المصريين في مأزق كبير ، أنْ لا يرضوا بأقل مافعله الأجداد ، ومازال العقل المصري متعلّق بالقديم وكل ما يمكن أن يعلق به الغُبار من أشياء ثابتة على مرّ السنين والأزمان .


إنها مصر ونهر النيل العظيم ، حيث يجرح النيل وجه أرض الكنانة من جنوبه إلى شماله بكل إصرار نحو حوض البحر المتوسط ، ولسان حاله يقول بكل إصرار وإرادة أصنع المستحيل ، وقد علّم المصريين كيف تخشوشن راحة أياديهم ؟فهم يرفعون الفؤوس لا الكؤوس عملا ًفي زراعة وبناء أرض مصر ، وقد مدّ النيل روافد العون لهم واستثمروه في ترع ماء يُسقى بقية أجزاء وجه الأرض ، فينبت شعر الأرض أخضرا فيخرج فاكهة وأعنابا .


مرت على مصر سنون متغيّرة في العصر الحديث من ملكية قاسية إلى اشتراكية رثة فقيرة ، والمصريون ثابتون ، تغيرت فيهم السنين ولم يتغيروا ولسان حالهم، مامن شيء إلا وجربناه !! ، فعلاً إنهم شعب عظيم.

نودي للغضب من يوم الجمعة العظيم ، فلبت القلوب قبل الجوارح نداء الحرية الثلماء ، والكرامة العرجاء ، والحق الأرمل ، كل هذه العاهات التي إلتصقت بتلك القيم ماهي إلا صنع ذلك الحزب الطاغي النمرود ، الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، فارتعدت فرائص المسؤلين ورأس الدولة من هول يوم الموقف ، فأقال وعزل ، ونفذّ من مطالبات الشعب ضئيل لا جزل ، وبدأ يتحدث عن الطموح وكأن الطموح إختراع حديث الصنع، بل بدأ حديثه متصنع وغريب وغير مقنع حتى للسانه وشفتيه ، أين أنت ياصاحب القصر الفخيم من شعبك وهو يرزح تحت خط الفقر مذ نحو ربع قرن ، ألم تنزل لزقاق العشوائيات لتشاهد مالم تسمع به أذن ولا رأته عين ولم يطرأ على قلب طاغي ونمرود ।


ياصاحب الجاه الوسيع ، ماذا بعد؟ ، وقد جفت الصحف ، ورفعت الأقلام ، فناديتم في خطابكم على الأمن قبل الأمان ، فلا تعرف البشرية الأمن إلا على كراماتها وأمان حرياتها ، وهذين الشيئين مفقودة في عهدكم غير المؤسوف عليه ، تتخذ من معركة هرمجدون التاريخية وقود لبقائك على رأس السلطة وأنت كاذب ، تحاول أن تقنع الشعب أن هناك خطر محدق على مصر وأنت حامي الحمى!! ، ولاخطر عليها أكثر منك ، فلتخبرني كم يبلغ رصيد حسابك وحساب أبناؤك في البنوك ؟ ، يبلغ أكثر من مبلغ السيل الزبا .


إشرب شاي وروح:

ياشعب مصر العظيم إغضبوا ،إن في الغضب منفعتين ، تغيير حال وتحقيق آمال .