السبت، 24 يوليو 2010

قصة الصيف في الجزيرة العربية.....

تساورني الشكوك بأن دول الخليج ستنعم بأمطار في شهر يوليو وطقس بارد ، بل سيتغير الطقس من مناخ صحراوي حارة إلى مناخ بارد يطفئ لهيب العاشق ، وربما سيتغير نشاط البشر في الجزيرة العربية من ملتهموا جمرة الصيف إلى ملتهموا ثلج السماء ، كما تقول التقارير الجيولوجية بعد آلاف السنين.

قفز سؤال أمام عيني ... مهلاً، كيف لنا لم ننقرض إلى هذه اللحظة بفعل عوامل تنشيف الحلوق من الرطوبة؟، رحمك الله يا جدي ليتك مُتّ ولم تنجب سلالتي التي تلتقي مع الزواحف في ميزة الحراشف المقاومة لحرارة الإنصهار ، يسرد لي التاريخ سيرة الأجداد الأفذاذ أصحاب الحراشف السبع!!، يحدثني التاريخ بسعال شديد، نتيجة رمال الماضي التي ترسبت في رئته ، قال رحمه الله إن البدو في الجزيرة العربية يتنقلون من مكان إلى آخر على الإبل (معلومة قديمة)!!، يثقون بقدرة الذي يسبر لهم الطريق ويسمى "الدليله" ، وهو مايشابه في هذا الوقت (الجارمن) ، فهو يعتمد على ذاكرة تفوق الميجا والجيجا سعةً ، كان يدلهم على مواقع المياه ليتزودوا منها والمواقع الآمنة من قطّاع الطرق ، يتحدث هذا الدليلة بذكاء ويصف الطرقات وأبيار الماء وهو يقود القافلة وإذا فشل ذكاءه بخلو البير من مائه قال قضاء وقدر، ماأقوى قلبك يا جدي تثق بشخص إذا أفقد أرواح بعض السائرون مع القافلة عطشاً قال مقدّر ومكتوب ، ولو كنت معهم للتفت له وضربته برجل الراحلة حين يتملص بجواب هلامي كهذا، وذلك لأن "الدليل " يقبض المال لإرشاده المسافرين على مواقع المياه.


عموماً كل شخص وذكاءه، أعتقد إن أقصى شيء وصلت له الطبيعة مع سكان الجزيرة العربية من تفاوض حول درجات الحرارة هي56 درجة سليزية في الظل، مع بعض الغبار الذي يعتبر عربون محبة رغماً عنّا، وذلك خلال الأسابيع الماضية في حال سبيلها ، أستيقظ من نومي في الصباح الباكر الناكر من شدة الحر ، وأتعمد أن لا أضع في فمي قطعة جبن أو فتات من خبز ، خوفاً من الظمأ المفاجئ ، حيث أعاني نتيجة ضغط الحرارة المحرقة من حاجتي للماء على حين غره ، نعم أخشى ذلك ، أشعر كأني فاقد الأهلية حين تداهمني تلك الحاجة، أقفز يمنة ويسرة أستغيث مبردات الماء في الشوارع قطرة من فيهُها لفيهي، أثناء مسيري لمقر عملي ، قد يتسأل شخص ذكي منكم.. لماذا لا تحمل قارورة ماء معك؟ ، أجاوبه ما الفائدة من ذلك "الدليلة" المذكور أعلاه ...، السيارة مكيفة لكن هواؤها شبه بارد وجاف ، يبعد مقر عملي قرابة 25 كيلو ساخن ، كل هذا يهون طالما لم نتشرف بحلول شهر رمضان المبارك وقتذا ، ولم يبقى على إطلالته سوى أيام معدودات .


أقترح على الحكومات الخليجية أن تأخذ شعوبها إلى دورة صيفية في منطقة ماطرة باردة حتى تتأكد إن الشعب الخليجي منتج و مفيد لوطنه ، حيث إني أشعر بالغثيان من التقارير التي تصدر من دول باردة شتاءاً صيفاً تتهمنا بعدم الانتاجية والعمل بلا ضمير، أو نتبادل نحن والغرب المواقع صيفاً حتى يعلموا أن جهنم حق لامناص منها فبذلك توفر الحكومات ميزانيات المستشفيات والأدوية المصروفة على مرضى ضربات الشمس والإنفلونزا ، وتحافظ على المتبقي من عقول الشعب ، وأثناء هذا تتأكد من خطأ هذه المعلومة المزعجة جداً.



إشرب شاي وروح:

الصدق منجاة ، فأنا أعاني من ضيق ذات اليد وذات الرجل وذات الرئة ، وياليتني كنت إعلامياً لسافرت مع سمو رئيس الحكومة في رحلة الشتاء والصيف حتى لو أراد أن أحمل حقائبه كما يفعل بعض الصحفيين.

الجمعة، 9 يوليو 2010

العدالة الزائفة والفضالة....

أكتب بوست اليوم وأنا مدرك أن المنطق الذي أتحدث به يختلف عن منطق الواقع و السياق الذي نعيشه ، فمنطق الواقع مخلوق من طرف الحكومة ، أرى لعبة قذرة بدأتها الحكومة في اللعب مع الشعب بإستخدام القانون ، نعم بإستخدام القانون ، عندما يطالب الدستور كل مواطن في الحفاظ على الأموال العامة وذلك من خلال نص المادة ( 17) ، وعندما ينتقد المواطن السارق فعلاً لاحكماً ، والنقد مبني على مطالبة الدستور ، يزج بالمواطن الناقد في عرض السجن ، وهذا كله بإسم القانون ، إصحوا لعلكم اتحيون ، متى أصبح حجة القانون أقوى من الدستور ؟! ، من هو سي سيّد الدستور أم القانون ؟ ، طبعاً الدستور هو أبو القانون وسيّده .

عدالة القانون ليست بنص القانون مثل ماالغير يتخيّل ، لا والله وتالله ، إنها في تطبيقه ، عندما يقع الظلم على الجميع بلافرق ، فقد تحصّلنا على العدالة ، فالعدالة لاتعني إلا المساواة في الأثر ، فوجئت في البعض يروجون فكرة إن خالد الفضالة زل لسانه وغلط وهومن يتحمل خطئه ، عندما قال إن ديوان رئيس الحكومة تجري به عمليات غسيل أموال نتيجة سرقات المال العام بإسم الهدايا والبخور!!، وأنا أقول لايلتبس عليكم الأمر ، فماذا تسمى حفظ شكوى سرقات المال العام ؟ ، أين العدالة في ذلك أليس مبدأ حفظ قضايا المال العام مخالف لنص المادة المذكورة أعلاه ، أليس هذا ظلم للدستور وللشعب ، أليس هذا كيل بمكيالين ، كل هذا يصدر بإسم القانون وسطوته ، نريد القانون ولكن نريد العدالة في تطبيقه ، فلا قانون يحترم بلا عدالة التطبيق .

خالد الفضالة أقسم بالله إنك أخطأت كثيراً ، في منطق الحكومة والمروّجون المهرّجون، أن تمتثل لنصوص الدستور وتحاول أن تحافظ على المال العام كمواطن صالح .


فالبوليسية والفذلكة والإستغباء هي سمات حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد ، لابركة بدستور لا يطبّق و بقانون لايفعّل ، بل لامعنى لهم جميعاً ، أهي حزاية النوم يحدثنا بها سموه حتى ننام ، يخرج الدستور الحي من جيبه الميَت ، سبحانك يارب!! ، ونحن نراه بأعينن مفنجلة وأفواهٍ فاغره ، ونصفق له بحرارة النار، ويلتفت الواقف للجالس منّا يقول ، سموه يصلي وفيه خير ، فيرد الجالس غير السّوباح مانبي .


اضحكوا لعلكم تتعقلون ، الشعب كله يُسب من قبل الجويهل ، وتأتيه الرياح الباردة من جبال زاجروس تدغدغ وجنتيه الخمرية ، تخفف عليه حرارة غضب الشعب ، فلا يحدث له شيء ، ركزوا كل ذلك بإسم القانون ، وعندما يُنتقد سارق مارق ، تذري علي بيت الناقد السوافي ، ويُطمس حي الضمير ، وتقولون بعدذا خالد الفضالة زل لسانه !! ، بكرة عندما يريد أحداً منكم حقه فلا يجد أمامه إلا قانون الحكومة ، إن قال غير السّوباح مانبي أخذ حقه ، وإن قال كلمة حق ، إختفى حتى وجد خلف قضبان ، صبراً آل الكويت سنون معدودات ، ويرى الحيّ غُبنه.




إشرب شاي وروح:

خرجنا عن الدنيا وعن وصل أهلها ... فلسنا من الأحياء ولسنا من الموتى
إذا جاءنا السّجان يوماً لحــاجـة ... عجبـنا وقلـنا: جـاء هـذا من الدنــيــا

الجمعة، 2 يوليو 2010

الفضالة حرأً رغماً عنكم.....

أبجي على البنبره وأبجي على التينه ، كلتا الفاكهتين يبكين العيون ، هكذا كنت أعتقد ، مذ كان ثوبي مقضوض نتيجة شوي الكستناء في أول الثمانينات .

قد نص الدستور في مسألة صون الذات الأميرية ، وكان نص ذو حكمة بالغة ، فالدستور واجب الإلتزام به ، حيث هو الشرعية لهذا الوطن كما هو للحاكم والمحكوم ، والدستور هو عرّاب القانون ، فلا يخالف التلميذ عرّابه ، ومتى خالف تعاليمه أُوقعه أرضاً حتى يجثو على ركبتيه قاسية الإنثناء .

ماحدث لخالد الفضالة مصاب جلل ، ليس تهويلاً ولا تبجيلاً له ، بل حقيقة كأنت ، إنتقاد رئيس الوزراء أصبح أصعب من حبة الكوع ، فهو في النهاية إنتقاد وليس سب وشتيمة، فذوات الشخوص مصانة بقوة القانون ، ولاخلاف في ذلك ، فأي سب تعرض له رئيس الحكومة من خالد الفضالة؟ ، أم يريد رئيس الحكومة إيهام الناس بأن نقده كالسب والقذف أم يريد أن يضيف صفة الصيانة لأدائه كالذات الأميرية، فعلاً أنت يارئيس الحكومة ديكتاتور بأدائك الرديء ، لم تشبع عينيك وتغص أذنيك من تملق الكتَاب والصحف والحاشية والراكبة والماشية لك ، فعلى ماذا يثنون عليك ؟ ، ويرون فيك مالم يراه المؤمنين في على بن أبي طالب أو في عمر بن الخطاب أو في خالد بن الوليد ، فقد حصلت على الثناء ، إن كان تملق غبي أو تملق أغبى ، ولا تريد أن تقف مع نفسك الأبية المصونة من الزلل والخالية من العلل ، وتسألها : ماذا أنجزت خلال ترؤسك الحكومة ، ماذا كنّى لانعرفه قبل مجيئك وأصبح يأكل ويشرب معنا بعد مجيئك؟ ، الفتنة وتمزيق الوحدة الوطنية ورعاية الفساد وانقطاع الكهرباء وتلوث الهواء وتقلص مساحة الحرية وسجناء الرأي ولعنة مترس .

أنا لاأعترض على حكم القضاء الصادر في حق خالد الفضالة ، ولست أرى في القضاء كامل النزاهة والشموخ ، بل هم بشر مثلنا يخطؤن ويصيبون ويخافون كما لايخافون في الله لومة لائم ، لكني أرى أن القضاء يحتاج أبنائه المخلصون الأقوياء أكثر من موظفين يتقاضون راتب على عملا إدارياً ويتم توجيههم من قبل السلطة التنفيذية ، بل إن حكم المحكمة له إستئناف وله دفاع ، فما زالت الحكمة تقول "ياما في السجن مظاليم" ، أتمنى أن يكون الحكم الصادر بحق الفضالة ، لم يصدر بمنطق مساس ذات وأداء رئيس الوزراء .


أخوي خالد أنت لست في حاجة لمن يذكر مواقفك المشرفة تجاه بلدك وأبناءه ، بل أنت في حاجة لمن يقف مع الحق ، ليس لشخصك ولا لتيارك ولا لعائلتك ، بل لحرية التعبير والرأي الآخر وفي النهاية للدستور نصاً وروحاً.




إشرب شاي وروح

كنت منهمك في رحلتي الميمونة للبحث عن ماهو جميل في وطني ؟، لكن حصل ماحصل لخالد الفضالة ، ورأيته هو أفضل شيء في بلدي ويمثل مرحلة ناصر المحمد ، الله يستر من القادم، دثروني ، دثروني.