الاثنين، 12 أبريل 2010

البشر والجنة بين العمل والكسل.

إذا مات الإنسان وكتب له الله تعالى الجنة ، ففي أي جنة يكون؟؟ ، على أساس أن الجنة درجات ومستويات ، فمن عمل خيراً كثيراً في حياته يكون في جنة أفضل ممن عمل أقل.

سمعت عن معلومة لست متأكد من صحتها تماماً ، ولكن لاأستبعدها في بلد يعاني أهله من مبالغة في الخنوع أمام هيبة الكسل ، وهي أن الأخوة السودانيين يتعازمون على أسرة النوم!! ، فإذا عزمك شخص لحفل شاي ، فستحضر الحفل ولا تجلس على كرسي ، بل على سرير نوم ، وتكون الأسرّة في مكان الكراسي متقابلة ، فتجلس بزاوية منفرجة ،وأثناء احتساؤك الشاي تتمدد على السرير وتتحدث مطلق العنان للهربده (سوالف مالها داعي) عن مصير الأمة العربية والإسلامية إزاء الإمبريالية الأمريكية ، حتى تصاب بسكرات النوم فتطفئ محركاتك(تاركاً الأمتين للضياع) ثم تفيق من النوم وتذهب إلى بيتك ولا كأن شيء حصل (لا أحد ينتقدك ، فالشعب كله يعز النوم كثيراً) ، فهؤلاء يدخلون الجنة إن كتب الله لهم ظلها ، لكن لايتساوون مع الحضارة اليابانية في نفس درجة الجنة .

فلم تقدم الحضارة السودانية للبشرية سوى(المشاركة في إذاعة البي بي سي البريطانية) ، فاليابانيين قدموا أذكى الاختراعات التي خففت على أقدام العجوز ثقل جسمه وهو ذاهب إلى المسجد على سيارته اليابانية ، وكذلك أسعفت مريض القلب بجهاز ينظم دقات القلب بعد أن كتمت نبضات قلبه ديكتاتورية الأنظمة العربية ، كما لليابانيين فضل على الكويتيين خصوصاً ، فقد قدموا التكييف المركزي الذي معه لم نشعر بشظف الصيف المحرق ، فالصيف بارد والشتاء دافئ ، فبأي جنة سينعم اليابانيين ؟؟؟

ونحن أهل الكويت كيف ستكون جنتنا ؟؟، عددوا معي ماذا فعلنا في ماضي الأيام ولا تنقصوا الأعداد متعمدين ؟؟، قمنا بسب بعضنا من الصغير الى الكبير إلا من رحمه الله ، وكان نائما فلم يحضر القسمة ليقتسم ، قللنا من شأن بعض حتى شعرالجميع بالوهن تجاه الحياة والعمل للبلد، تفشت أمراض في المجتمع من التفكك الأسري إلى أن خوّن بعضنا الأخر في ولائه للكويت (المواطن اللايث)، وجمع منا يكفّر الجمع الآخر ، سرقات على مر الزمن حتى أصبح الذي لايسرق غبي مسكين لايعرف مصلحته ، وعلى طاري الآية الكريمة "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه" ، صندوق الأجيال القادمة، كم فيه من مليون؟ وفيما تستثمر أمواله ؟وكم بلغت أرباحه؟ وأين تذهب تلك الأرباح؟؟ ، للطمأنينة فقط (إن كان الصندوق جايب همه ) ، ليس تشكيكاً في الذمم فنحن في الكويت ، مع أني أشك في سعة الصندوق على احتوائه لكل هذه الملايين (السعه لابارك الله في الضيق السعه) .

فإذا حشرنا الله يوم القيامة في الجنة ، هل سيكون الإخوة السودانيين واليابانيين مع بعض ، في نفس درجة الجنة ،(كلنا سنقول الله أعلم) ، و نحن الكويتيين هل سيكون لنا نصيب في أن نتساوى مع الأخوة السودانيين في درجة الجنة ، (بعضنا سيقول الله أعلم).



اشرب شاي وروح:

اللهم أحشرنا و اليابانيين الذين كتبت لهم الجنة ، فهم عبيدك ونحن عبيدك ، فقد قدموا الاختراعات للعالم وساهموا في تقليل الهم على الناس ، ونحن كذلك تبرعنا بأموالنا للعالم ومازال بعضهم يسبنا (مأكولين ومجحودين) ، فألهمتنا الصبر على سبهم واحتساب الأجر لديك ، عل ذلك يجعل لقاؤنا واليابانيين في نفس الجنة.